د. إيريني تادرس
د. إيريني تادرس


د. إيريني تادرس تكتب: حصن مدينتك

بوابة أخبار اليوم

السبت، 04 مارس 2023 - 12:05 م

فى علوم الادارة ننادى دوما بمقولة ثابتة ودائمة عن حقيقة "التغيير" وهذا بأن "الشئ الثابت عبر الزمن هو التغيير" فالتغيير الدائم والمستمر أمر لا يمكن تجاهله او نسيان أثره عبر السنين، وبالعودة للتاريخ الانسانى سيدهشك هذا الكائن الذى خلقه الله سبحانه المجتهد دوما نحو التغيير، بل التغيير نحو الافضل 

ففى بدايته تجده مكتشفا الارض باحثا عن مصادر الحياة مثل الماء لتجده مستوطنا حولها زارعا لما سيأكله مشيدا الحضارات والجيوش النظامية فى تلك الحضارات ومشيدا مدنا حصينا فى حضارات أخرى. 

ولم يكتف بتشيد المدن الحصينة المؤمنة بل شيد القلاع فوق الجبال لاستشعار الخطر قبل حدوثه وهو ما نسميه ايضا فى علوم الادارة اليوم "النهج الاستباقى للتفكير" ومع مرور الزمن نجده تخطى حدود الادراك فى سعيه الثابت والممنهج نحو التغيير للأفضل لتجد نفسك امام اول محامى عن قضية مبرمج بخصائص الذكاء الاصطناعي وطائرات بدون طيار وسيارات بدون قائد تشحن كالموبايل الذى نحمله بين أيدينا.....و....

وأليات فى كل توجه كانت فى فترات سابقة تعد درب من دروب الخيال، نعم هو تخطى حدود الخيال بالكثير والكثير ولكنه ايضا بنفس معايير ذلك التقدم اختلق حروب ليست تقليدية ووفر وسائل ليست بالضرورة تتسم بالاخلاقية فى مناحى شتى ليصطدم بتلك المعايير كل الاجيال وايضا هذا احدى اثار التطور بل الطفرة العلمية التى تجتاح كل شئ لهذا وجب علينا أننا ندرك أنه على كل منا عليه أن يحصن مدينته، فقد كانت الشعوب القديمة تبحث عن معايير الاستقرار والأمان وهذا بتشيد الأسوار الشاهقة حول المدينة التى بداخلها امن وخارجها ليس بالضرورة مضمون من اخطار عديدة. 

وهكذا الحال اليوم....

فمدينتك تبدأ من ذهنك الذى ينتج افكارك ولا يدعى احدا الا يصاب ذهنه باسهم السلبية او الاحباط او القلق من الغد فى ظل عالم تسودة الحروب المعلنه والخفية التى تضر بالاقتصاد. 

ولكن مدينتك والتى هى ذهنك ومنبع افكارك لابد ان تكون فى مأمن داخليا مهما كان المحيط فانت مسئول فقط عن مدينتك التى هى أفكارك.

حصنها بأن ترفض أفكار من العالم خارج تلك المدينة فهذه هى الطريقة الوحيدة ان تبقى مدينتك فى مأمن عن اضطرابات هذا العالم من حولها. 

من أفكار ذهنك اى مدينتك تنتج نتائج داخل اسرتك وربما تساهم بشكل ايجابى نحو مجتمعك أو حتى وطنك 
فالمغيرين لمجتمعاتهم فى كل الدول وعبر العصور كانوا يتسمون بالايجابية نحو تحقيق أحلامهم وأهدافهم
لذلك من ذهنك هذا ومن طبيعة الأصوات الايجابية داخل مدينتك. 

ستقدر أن تكون فاعل نحو ما هو خارج حدود مسئوليتك لكن إذا كان ذهنك بدون حصن وتؤثر فيه كل سهم من فكره سلبية فى بقية محيطك فمن السهل سبى مدينتك وامتلاكها من أعدائك  أى من السهل الايقاع بنتائجك لأن اصبح كل سهم مؤثر نحو مدينتك التى هى بدون أسوار أو بدون تحصين فدع العالم يكون مثلما يكون 
لكن أرفض ان يؤثر اى شئ عن مدينتك أي ذهنك الذى منه تفيض نتائج توجهات ولهذا من يتفائل بالخير يجده لأن الذهن منبع للتوجهات والنتائج الإيجابية. 

وفى هذا الصدد ايضا يقولون دوما ان السفينة لا تغرق من المياة التى من حولها بل بالاحرى التى هى داخلها 
وكذلك المدن الحصينة لايهم ما يكون حولها انما يهم وبشدة ما يكون داخلها ومن منبع الأفكار ننتج افكار تثمر فى حياتنا وحولنا إيجابيا أو سلبيا. 

أخيرا....

ستحيا مصر بنا وبيقينا نحو نجاتها وبايماننا بالدور الفردى نحو نجاتها وهذا الدور الفردى يأتى من ذهن حصين لا يؤثر فيه كل خبر سلبى دامت أفكاركم إيجابية وبالتأكيد دامت أذهانكم حصينة فى عالم يسوده التغيير إيجابيا كان أم سلبي. 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة